منذ الوهلة الأولى له على بساط الساحرة المُستديرة، تنبأ له الجميع بأنه سيكون “الإمبراطور” القادم لقيادة إمبراطورية الزمالك، دخل قلوب الجماهير من “الباب الكبير” الذي يحتضن ابناءه ويتصدى لكل من يتجرأ على إيزائهم، ينقلبون عليه قليلًا وذلك حبًا له، يندمون سريعًا على إيذاء مشاعره في لحظة غضب، يعودون سريعًا لرد الاعتبار، لابنهم البار الذي يتجمل كثيرًا عشقًا في الكيان الكبير وجماهيره العظيمة التي منحته المقام الرفيع داخل جدران ميت عقبة، فهو الإمبراطور حازم إمام.
يحتفل اليوم حازم يحيى الحرية إمام، بعيد ميلاده الـ41، وعلى الرغم من أنه مُسجل في شهادة الميلاد بتاريخ 10 مايو1975، إلا أن السبب في هذا الخطأ يرجع لوالده الراحل حمادة إمام، بسبب سفره وتأخره في تسجيل بياناته في الدفاتر الرسمية للدولة.
حازم إمام تاريخ من الصعب أن تجد سطورًا لتسطر مجرد كلمات لمشواره الطويل مع الساحرة المُستديرة، ورصد ألقابه وبطولاته التي حققها مع ناديه ولجمهوره وللفراعنة، مع جيل دخل أبواب الكرة من بوابة العشق قبل طلب الشهرة والمجد.
“بطولات” يرصد جانب من مشوار الامبراطور مع كرة القدم..
– بداية اهلاوية.. وتدخل زملكاوي:
بدأ حازم إمام مشواره الكروى من خلال نادى الصيد فى القاهرة، واكتشف موهبته مدربو النادى الأهلى وكاد ينتقل للقلعة الحمراء لولا تدخل والده حمادة إمام نجم مصر والزمالك، وحول جهته للعب لنادى الزمالك ولعب أول مباراة له مع الفريق الأول بالنادى موسم 1993/1994م ضد الاتحاد السكندرى، وكان أداء “حازم” المتميز مع فريق الزمالك والمنتخب الأوليمبى سببًا فى اختياره من قبل “رود كرول” مدرب المنتخب المصرى فى ذلك الوقت، للانضمام إلى صفوف المنتخب فى أول مباراة له ضد منتخب جنوب أفريقيا عام 1995م.
– رحلة الاحتراف:
خاض حازم إمام تجربة الاحتراف فى أوروبا لأول مرة عام 1996م مع نادى “أودينيزى” الإيطالى بعد أن تم اختياره كأفضل صانع ألعاب فى أفريقيا فى نفس العام، كما قام بتوقيع عقد إعارة مع نادى “دى غرافتشاب” عام 1998م والذى أمضى به 18 شهرًا، عاد بعدها إلى “أودينيزى” ليجد نفسه فى قائمة البدلاء فقرر العودة إلى نادى الزمالك المصرى.
– ألقاب الأمبراطور:
نال حازم إمام خلال مشواره الكروى العديد من الألقاب حيث حصل على لقب أفضل لاعب أفريقى داخل القارة عامى 1996 و2003م، وأفضل لاعب مهارى فى بطولة بيبسى للمهارات عام 2001م، كما حصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم مصرى عام 2003م.
– انجازاته مع الزمالك:
حصد مع الزمالك 12 بطولة، 3 مرات بطولة الدورى العام، و2 بطولة كأس مصر، و2 بطولة كأس السوبر المصرى، و2 بطولة دورى أبطال أفريقيا، وكأس السوبر الأفريقى، وكأس الأمير فيصل العربية، وكأس السوبر المصرى السعودى.
سجّل 32 هدفًا ببطولات الدورى العام المصرى و6 أهداف ببطولات كأس مصر و12 هدفا بالبطولات الأفريقية، كما أحرز 4 أهداف بالبطولات العربية، نال لقب هداف مصر فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم عام 1998، وهدفه فى منتخب تونس فى كأس الأمم الأفريقية عام 2002 هو الهدف المفضل له.
لعب مع منتخب مصر 87 مباراة أحرز فيها 16 هدفًا، ولعب آخر مبارياته مع المنتخب عام 2005 ضد منتخب الكويت.
– جماهير الزمالك “تُبكيه” وتعود لتضعه “خط أحمر”:
جملة واحدة تلفظ بها عدد قليل من جماهير الزمالك، في لحظة غضب من الجميع داخل الأبيض، كانت كفيلة بأن تتساقط دموع الإمبراطور “قهرًا” لم يكن يتوقع يومًا أن يطعن بنصل سكين بارد من الجماهير التي طالبته بالاعتزال “كفايا” كلمة اطلقها الجماهير لتعلن توقف عطاء إمام في الملاعب معتزلًا كرة القدم.
ندمت جماهير الزمالك كثيرًا على هذه الفعلة التي وصفها الكثيرون بـ”الشنعاء” في حق نجمهم وصاحب التاريخ الكبير بالقلعة البيضاء، لذا وضعت حازم إمام فوق الجميع، وظلت تناصره في أي قرار له اطلقت هاش تاج حازم خط أحمر للدفاع عنه والتصدي لتجاوزات رئيس الزمالك ضده مؤخرًا.
– “الموت” يخطف “دموع” الإمبراطور:
في لحظة وقفت فيها عقارب الساعة وتوقف التاريخ أمام ابشع الجرائم في تاريخ كرة القدم المصرية، عندما توفي 74 مشجع من جماهير الأهلي، من قبل جماهير المصري البورسعيدي، في مباراة الفريقان موسم 2012، كان الإمبراطور واحدًا من ملايين المصريين متخليًا عن انتماءه أمام عظمة وقدسية “الموت”، لتتساقط دموعه على الهواء تضامنًا مع الشهداء مواسيًا زويهم.
– وفاة “الثعلب”:
الموت له قدسيته وعندما يمس أقرب الأقربين لنا يكون الوضع مخالفًا، فقدت مصر والعالم العربي هذا العام، الراحل الكبير حمادة إمام، والد الإمبراطور، هذه الوفاة التي “كسرت” قلبه وظهره في أصعب الظروف التي مر بها هذا الموسم، وسط أزمات جاءت بعدما وافق على منصب مدير الكرة بالزمالك مع أحمد حسام ميدو، المدير الفني السابق للفريق.
مرتضى منصور، كان قاسيا في رد فعله مهينا لتاريخ النجمين الكبيرين حمادة وحازم إمام، لذا كان الأمر عند الثعلب الصغير اشبع بـ”الصدمة” التى اسكتته احترامًا لتاريخه وتاريخ عائلته الطويل مع الزمالك.