تحل اليوم، الذكرى الـ14 على رحيل مايسترو الأهلاوية، صالح سليم، رئيس القلعة الحمراء، الذي رحل عن عالمنا في 6 مايو 2002.
“بطولات” يرصد 5 مواقف صنعت “مايسترو” المباديء في القلعة الحمراء..
– سيارة الوزراء أولى صدماته “ضد الحكومة”:
أصدر عبدالمنعم عمارة وزير الرياضة قرارا بمنع أي سيارة لأي رئيس نادي أو أعضاء مجلس إدارته من دخول استاد القاهرة.
سامحا لسيارات الوزراء فقط بالدخول، ليمتثل كل روؤساء الأندية ما عادا صالح سليم الذي تصرف على النحو التالي.
قرر سليم عدم حضور أي مباراة في استاد القاهرة حتى تلك التي كان يحضرها وزير الرياضة نفسه، وعند استعلام الوزارة عن سر موقف سليم أرسل لهم برقية مقتضبة كتب فيها “الوزير هو ضيف للنادي صاحب المباراة، فكيف يمنع الضيف صاحب البيت مما يسمحه لنفسه؟”.
الأهلي فوق الجميع:
في عهد صالح سليم لم يكن التمرد مسموحا به داخل جدران القلعة الحمراء، حتى لو كان التمرد من الفريق بالكامل بجهازه الفني.
استقالة محمود الجوهري لأسبابه الخاصة، جعلت لاعبي الفريق يتضامنون معه ويرفضون التدريب حتى عودته قبل مواجهة الزمالك في كأس مصر عام 1985.
وجاء قرار صالح سليم بإيقاف 16 لاعبا من الفريق وخوض الدربي بلاعبين دون 19 و20 عاما ليتوقع الجميع هزيمة ساحقة للمارد الأحمر.
ولكن وقعت المفاجأة، وفاز الأهلي على الزمالك 3-2 في مباراة خالدة، ليكون مانشيت أحد أكبر صحف مصر “الأهلي بعياله بهدل الزمالك بحاله”.
– مباديء الأهلي على الجميع:
لم يكن صالح سليم يسمح بأي تجاوز مهما كان من أي نجم مهما كان حجمه، وهو ما ظهر في أحد مواقفه التأديبية مع المحترف الأبرز في تاريخ الأهلي أحمد فليكس.
فقبل أحد المباريات الهامة للمارد الأحمر في البطولة العربية، طلب فليكس الحصول على إجازة لمدة إسبوع، فوافق له سليم مطالبا إياه بعدم التأخير ولو ليوم.
ووفر سليم للاعبه تذكرة عودة في الموعد المحدد حتى لا تكون له حجة غياب، إلا أن فليكس الذي علم بإصابة حسام حسن ظن أنه لن يعاقب إذا ما تأخر بعد إصابة العميد كونه بات المهاجم الأوحد المتاح، فعاد متأخرا يوم.
ورغم ذلك نفذ صالح سليم كلمته، واستبعد فليكس من المشاركة في البطولة العربية بأكملها، فارضا عليه غرامة مالية كبيرة.
– “الإطاحة بالتوأم”:
هل تعلم أن حسام حسن بقيمته الكبيرة وعطائه غير المحدود وفي ظل نجوميته الكبيرة وتأثيره الإيجابي الطاغي على الأهلي لم يسلم من عقاب المايسترو؟
هذا ما حدث حينما قام الهداف التاريخي للكرة المصرية بإلقاء قميص النادي الأهلي على الأرض، ليتم إيقافه ست شهور بتهمة إهانة الكيان.
ورغم كل المحاولات التي ساقها البعض للعفو عن حسام حسن، رفص سليم وخاض الأهلي بطولة إفريقيا عام 1994 بدونه.
– الصدام بـ”مبارك”:
لم يكن صالح سليم، يسعى للجلوس إلى جوار الرئيس مبارك.. ولم تكن عنده شكوى يريد قولها له أو طلب خاص أو عام ولكنه أحس أنه لو قبل الجلوس فى آخر الصف فسيغدو ذلك إهانة للنادى الأهلى وهو ما لم يكن على استعداد لقبوله حتى لو جاءت هذه الإهانة من رجال الرئيس المسئولين عن البروتوكول أو أمن الرئيس مبارك.
فى نهائى البطولة العربية للأندية التى استضافها الأهلى فى شهر مارس عام 1995، ذهب صالح سليم كرئيس للنادى الأهلى ليتابع آخر الاستعدادات للنهائى الذى تقرر أن يحضره رئيس الجمهورية ليقوم بنفسه بتسليم كأس البطولة للفريق الفائز بها، الأهلى بطل مصر أو الشباب بطل المملكة العربية السعودية، وفوجئ صالح سليم برجال أمن الرئاسة ومسئولى البروتوكول وقد تسلموا المقصورة وبدأوا توزيع مقاعدها ليجلس فوقها أصحابها قبل وصول الرئيس، واكتشف صالح أن رجال الرئاسة اختاروا له مقعدا فى نهاية الصف الأمامى وبعيدا جدا عن الرئيس، بعد الأمير السعودى وعدد من الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم، واعترض صالح على هذا الترتيب، وحاول إفهام رجال الرئاسة أن ما يجرى الآن لا يعنى إلا إهانة النادى الأهلى والانتقاص من قدره، واعتذر رجال الرئاسة لصالح مؤكدين عدم استطاعتهم تغيير أى ترتيب تم بالفعل.
فما كان من صالح إلا أن قرر الانصراف قائلا إنه لا يتحدث معهم بشكل شخصى، ولكنه يتحدث عن مكان ومكانة النادى الأهلى ورئيسه، فالأهلى هو صاحب هذا الفرح، هذا المكان وهذا الحفل وهذه البطولة، وبالتالى لابد أن يجلس رئيس الأهلى وسط كل المدعويين وفى مقدمتهم أيضا، فإن لم يكن ذلك ممكنا، فلا الأهلى ولا رئيس الأهلى سيشاركان فى هذه المهزلة، وبالفعل توجه صالح إلى باب المقصورة يهم بالانصراف عائدا إلى بيته، وبسرعة بدأت المفاوضات السريعة وتوالت مكالمات تليفونية قصيرة، وجاء رجال الرئيس يعتذرون لصالح سليم، طالبين منه البقاء وأنهم سيقومون بتغيير كل الترتيبات ليجلس صالح سليم بجوار الرئيس مبارك وسط الصف الأول وتراجع الوزراء والأمراء والكبار ليأتوا جميعهم بعد رئيس النادى الأهلى.
مجريات المباراة: مانشستر سيتى – ليستر سيتي